و شيئاً فشيئاً أصبح و كأنه أمراً عادياً ، و لا يكاد يخلى أي منزل إلى و يوجد به جهاز التلفاز ولا ننسى عند بداية التسعينيات الميلادية عند دخول جهاز اللاقط للقنوات الفضائية و قد حدثت أمور قد يتعجب منها من لم يلحق بذلك الوقت لأنها اعتبرت من المحرمات و الممنوعات في تلك الفترة ، و بذات العذر لأن بها مفاسد و مساوئ قد تجبر المتابعين على تقليدهم بكل أمر.
يعلم الجميع بأن كل أمر في شؤون الحياة بها الطيب و الخبيث حتى أقلها قيادة السيارات لمن يستخدمها في أمور خارجة عن نطاق العقل و قد تؤدي به إلى المهالك و الموت أيضاً ، فهل نقف عندها و نقول بأننا لن نستخدم تلك السيارات فهي جالبة للمهالك لا محالة.
و كل زمن له تصورات و تطورات منها ماقد يفيدنا و منها ما يكون عكس ذلك و الكثير استفاد منها و هذا أمر مؤكد حيث أصبح العالم قرية صغيرة و من يسكن شرق العالم يعرف مايدور في غربها ، إلى أن وصلنا إلى برامج تلفزيون الواقع و ما حدث حوله من إشكالات و تحدث حولها الكثير من الكتاب والمثقفين و أهل الدين و مابه من مفاسد عظمى قد نجر ويلاتها في المستقبل القريب ، و أخص بالذكر برنامج ستار أكاديمي الذي كان في أوج شعبيته في السنوات الأولى له حيث تابعه كل صغير و كبير و انتشر انتشارا كبيراً في جميع الدول العربية دون استثناء ، ولا أبالغ بما أقول لأنها هي الحقيقة بأن من ضمن المتابعين له كبار السن لأنهم يشاهدون الفتيات اللاتي يغرين الرجال ، و العكس أيضاً .. و هذا هو الواقع الذي لابد بأن نعترف به.
لست من المؤيدين لمثل هذه البرامج التي اعتبرها هابطة و دون المستوى و ليس لها فوائد تذكر على المجتمعات العربية و الأمة الإسلامية في مختلف القضايا أو التطورات المستقبلية التي يبحث عنها كل مسلم و عربي ، و لكن لست أيضاً من اللذين يهاجمون البرنامج و يطالب بإيقافه و يشدد على عدم المشاهدة لأن هذا الأمر يعتبر حرية شخصية وهي على أن الفرد التفكير و التنفيذ دون توصية من أحد.
من لا يريد المشاهدة فلا يشاهد و من لا يريد أهل بيته بأن يشاهدون فعليه بإلغاء القناة من جهاز الاستقبال لأنه أمر بسيط جداً و لا يحتاج كل هذا التهويل ، لأن التهويل و النظر للموضوع بعين المجهر جعل للبرنامج سمعة كبرى و إعلانات مجانية.
و الآن هل سيتم إلغاء أو رمي التلفزيون و جهاز اللاقط الفضائي من المنازل بسبب برنامج هابط ، أم أننا سنقوم بعمل المفيد بتدوين القنوات المفيدة ، و إلغاء المضرة.