الخميس، 14 نوفمبر 2013

أسد علينا وفي الحروب نعامة


نواف الصيعري
هناك قضايا اجتماعية التي لاتكون شائكة ولاتصبح حديث المجالس إلا إن كانت “المرأة” طرفاً فيها، فقد تجد من ينبري عبر كل الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعية، ليقول كلمته بأنه إنسان عصري ولابد أن يواكب التطور الاجتماعي الحاصل في العالم أجمع.
تجده لا يتحدث إلا في ما يختص بالمرأة ويكررها كثيراً ويقترح وينصح .. إلخ، تجد في حديثه الكثير من الإقناع، وتجد ممن يؤمنون بسمو عقله وعمق تفكيره “حسب ما يعتقدون” يطبقون مايقول، دون أن يعي هذا المتحدث بأنه يتحمل وزر غيره إن كان حديثه جانبه الصواب.
تجده يوافق على كل مايتصل بالمرأة، منها الموافقة على حضور المرأة للملاعب، الموضوع الذي بدأ يأخذ أبعاداً اجتماعية أكثر منها رياضياً، وبعدها حملة قيادة المرأة للسيارة التي فيها تحدٍ واضح للنظام أولاً ثم المجتمع.
ويقول ويكتب ويغرد بأن مجتمعنا لابد أن يواكب التطور من حولنا بالموافقة على دخول المرأة للملاعب في مكان ملائم وخدمة تساعد على الحضور، وفي قيادتهن للسيارات في الوقت الحالي، لم يفكر في صرامة تطبيق النظام المروري عليهن بعد تهاونه في تطبيقه على الرجال، وعجز الطرقات عن استيعاب نسبة أكبر من السيارات، وانتشار شركات المساعدة على الطريق.
ودون أي اعتبار لما سبق، يصرح بأنه من الطبيعي بأن يسمح لهن بدخول الملاعب وقيادة السيارة “غريب أمره”.
يا جماعة الخير .. لا تصدقوا كل مايقال، لأنهم حينما يقولون تجدهم لايفعلون، ويطلبون من الآخرين مواكبة التطور وذلك بخروج المرأة، وتجده لايطبق ذلك على أهل بيته، ويتعذر “بمنطق الحرية الشخصية”.
والسؤال هنا: لماذا تطلب من الآخرين الإيمان بحديثك، وأنت لاتؤمن بما تقول “تناقض ليس عجيب”.
لا نريد الغوص في بحر عميق لأنه قد نغرق في هذا التوقيت، لأن الأولويات هي التجهيز المناسب ثم التنفيذ وليس العكس.
فعليكم ياهؤلاء كم يُقال عليهم “أسد علينا وفي الحروب نعامة”، “فعندما تؤمنون بفكرة تخص المرأة لابد أن تقولوا :نساؤنا أولاً .. إن استطعتم.
@Nawafalsayari

صاحب العقل الناطق


نواف الصيعري
أكثر من قابلتهم وأجد في عقولهم ذكاء أحب أن أستفيد منه، هم من يفكر بصوت مع الذات، كأن عقله يتحدث مع قلبه، يبعثر أفكاره ثم يلملمها كلمة كلمة بصوت تجده مسموعا لمن حوله، صامتا عندما يتكلم الآخرون، يحفظ كل ما يُقال حوله، صاحب أكثر القرارات الصائبة، يتوقع الخير دائماً، متفائل، غارق في بحر أفكاره.
نقارن ذلك في مجال الإدارة كمثال، تحضر اجتماعات، ولقاءات، وجلسات، ومقابلات شخصية، ابحث عن قليل الكلام، ولاحظه قليلاً عندما تسأله، تجده يتمتم قبل أن يجيب.. تأكد بأنه صاحب عقل ناصح، ويمتلك الحس الصائب في القرارات الارتجالية.
لأن الناجح في الإدارة هو من يتخذ القرارات المصيرية، بشكل ارتجالي وبتفكير عقلي بعيداً عن الدراسات والورق، فهذه في حد ذاتها موهبة، وفن كتبت فيه الكثير من المؤلفات العالمية.
التفكير بصوت مسموع بينك وبين نفسك، أو مع من يواجهك، أكثر ما يفيدنا إدارياً وفنياً، جرب واستثمر ذلك لمساعدتك في التطوير في أي مجال تعمل به.